تُعد قلعة بودروم في موغلا أيقونة ساحل إيجه التركي، والتي تجمع بين حصن صليبي ضخم يطل على الميناء ومتحف عالمي لآثار ما تحت الماء داخل أسوار حجرية مهيبة. لذلك، فإن زيارتها هي محطة أساسية في أي برنامج إلى بودروم وذلك مع وكالة القائد للسياحة والسفر لمحبي التاريخ والبحر معًا.
في الواقع، تقع هذه القلعة الشهيرة في قلب مدينة بودروم على ساحل موغلا فوق كتلة صخرية صغيرة تتقدم داخل البحر وتشكل رأسًا يفصل بين مرفأي المدينة. سنستعرض في هذا المقال أبرز المعالم التاريخية فيها وأهم النصائح لجولتك السياحية إليها.
ماذا تعرف عن قلعة بودروم في موغلا؟
قلعة بودروم في موغلا، المعروفة أيضًا باسم قلعة القديس بطرس أو قلعة سانت بيير، هي حصن أثري يقع على لسان صخري يتوسط ميناءي بودروم القديم والحديث في ولاية موغلا جنوب غرب تركيا. في الحقيقة، بُنيت في القرن الخامس عشر على يد فرسان القديس يوحنا (الإسبتارية) لتكون قاعدة دفاعية متقدمة ضد الهجمات البحرية. وتُعتبر اليوم من أكمل القلاع المحفوظة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
كما وتبلغ مساحة قلعة بودروم حوالي 2787 مترًا مربعًا، وتضم خمسة أبراج رئيسية وساحات داخلية وغرفًا كانت تُستخدم سابقًا لإقامة الفرسان والجنود من قوميات أوروبية مختلفة. وتُستخدم منذ عام 1964 كمتحف، مما يمنحها دورًا مزدوجًا كموقع تاريخي ومؤسسة ثقافية في الوقت نفسه.
أين تقع القلعة وكيف تصل إليها؟
يستطيع الزائر القادم من بقية مدن موغلا أو من مطار بودروم القدوم إلى القلعة باستخدام الحافلات أو سيارات الأجرة التي تتوقف عادة في الميادين القريبة من الميناء. ويمكن لوكالتنا تنظيم جولات مدينة تتضمن النقل من وإلى الفندق وزيارة قلعة بودروم ضمن برنامج يومي يشمل معالم أخرى في المدينة. كما وأنه من السهل الوصول إليها سيرًا على الأقدام من معظم فنادق مركز بودروم، حيث تمتد الشوارع التجارية والكورنيش البحري مباشرة حتى بوابتها الرئيسية.
لمحة تاريخية عن القلعة في موغلا
بدأ بناء قلعة بودروم في موغلا بعد عام 1402 تقريبًا عندما منح السلطان العثماني محمد جلبي الفرسان إذنًا لتشييد حصن جديد بعد تدمير قاعدتهم في إزمير على يد تيمورلنك. واستمرت أعمال البناء حتى نحو 1523، واستخدم الفرسان في إنشائها كتلًا حجرية ورخامية من ضريح موسولوس في هاليكارناسوس، إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، الذي كان قد تهدّم جزئيًا.
وخلال القرون التالية، استُخدمت القلعة كحصن عسكري وقاعدة بحرية، ثم ككنيسة ومسجد وسجن في فترات مختلفة، خصوصًا بين عامي 1895 و1915 عندما استُخدمت كسجن عثماني. أما في عام 1915 تعرضت لقصف فرنسي خلال الحرب العالمية الأولى أدى إلى تدمير جزء من أسوارها ومنارة المسجد في داخلها، وظلت شبه مهجورة حتى قررت وزارة الثقافة التركية في ستينيات القرن العشرين ترميمها وتحويلها إلى متحف.
في حقيقة الأمر، أُدرجت القلعة ومحيطها عام 2016 في القائمة المؤقتة لمواقع التراث العالمي لدى اليونسكو، تأكيدًا لأهميتها التاريخية والمعمارية على مستوى المتوسط. واليوم تستقبل سنويًا مئات الآلاف من الزوار المحليين والأجانب، وهي من أولى المعالم التي يُنصح بزيارتها في بودروم.
هل يمكن زيارة متحف الآثار المغمورة بالمياه؟
تضم قلعة بودروم في موغلا متحف بودروم لآثار مغمورة، والذي يوصف بأنه من أغنى وأهم المتاحف المتخصصة في الآثار المغمورة بالمياه في العالم. حصل المتحف عام 1995 على جائزة الثناء الخاص في مسابقة أفضل المتاحف العالمية، مما عزز مكانته الدولية في مجال الآثار البحرية.
كما ويحتوي المتحف على قاعات عرض عديدة والتي تعرض حطام سفن قديمة من عصور مختلفة، مثل سفينة أولو بورون من العصر البرونزي، وسفن زجاجية وحطام سفن تجارية من العصور الرومانية والبيزنطية والإسلامية. ويضم حمامًا تركيًا تاريخيًا، وقاعة للأمفورات، وقاعة للزجاج، وصالة للمجوهرات، وغرفًا تحمل أسماء مثل قاعة الأميرة وغرف التعذيب والموت التي تحكي جانبًا من تاريخ القلعة.
بالطبع، إن هذا المزيج بين القلعة الدفاعية والمتحف البحري يجعل من الجولة السياحية تجربة ثرية لا تقتصر على رؤية الأسوار والأبراج فحسب، بل تمتد إلى اكتشاف تاريخ الملاحة والتجارة عبر البحرين الأبيض المتوسط وإيجه.
ما الأنشطة السياحية في قلعة بودروم مع وكالة القائد للسياحة والسفر؟
يمكن للجولة السياحية داخل قلعة بودروم في موغلا أن تبدأ من بوابتها الرئيسية حيث يعبر الزائر الخندق والجسر إلى ساحة داخلية تمهد لزيارة الأبراج والحدائق الصغيرة. بعد ذلك، يمكن الصعود تدريجيًا إلى الأبراج المطلة على الميناء للحصول على صور بانورامية لليخوت والميناء القديم والمدينة البيضاء الممتدة على التلال.
أما داخل المتحف، يمكن تخصيص وقت كافٍ لزيارة القاعات الرئيسية حسب الاهتمام؛ فهناك من يفضّل التركيز على حطام السفن الزجاجية، وآخرون يهتمون بالمجوهرات والعملات والتماثيل الصغيرة المستخرجة من الأعماق. كما ويمكن لمرشد سياحي أن يشرح الخلفية التاريخية لكل قاعة، ويوضّح كيف جرى اكتشاف هذه الحطام وانتشالها وترميمها.
غالبًا ما تُدمج زيارة القلعة لدينا ضمن جولة بودروم التي قد تشمل أيضًا المرفأ، المدينة القديمة، وبعض الشواطئ أو التلال المطلة على الخليج، مما يجعل اليوم متوازنًا بين التاريخ والراحة على البحر.
نصائح عملية لزيارة القلعة
بالطبع، ستقوم وكالتنا السياحية بتنظيم رحلتك السياحية إلى القلعة في بودروم. كما وسترافقك خلال هذه الرحلة سواء كنت بمفردك أو مع عائلتك. ولكن من المستحسن التقيد بالنصائح التالية:
-
يُنصح بتخصيص ساعتين على الأقل لزيارة قلعة بودروم في موغلا حتى تتمكن من المرور على الأبراج والقاعات والمتاحف دون استعجال.
-
ارتدِ حذاءً مريحًا، فالجولة تتضمن صعودًا ونزولًا عبر درجات حجرية وممرات قد تكون زلقة إن كان الجو ممطرًا.
-
التزم بتعليمات التصوير داخل المتحف، فقد يُمنع استخدام الفلاش في بعض القاعات لحماية القطع الأثرية الحساسة.
-
من الأفضل زيارة القلعة في أوقات الصباح أو بعد الظهر لتجنب حرارة الظهيرة في الصيف، وللاستمتاع بالمناظر من الأبراج تحت ضوء مناسب للصور.
-
احجز زيارتك ضمن برنامج منظم معنا بحيث تشمل الجولة تذاكر الدخول والنقل ومرشدًا سياحيًا يشرح لك التاريخ المعقّد للقلعة والمتحف.
أسئلة شائعة
ما أفضل وقت لزيارة قلعة بودروم في موغلا؟
إن أفضل وقت هو في ساعات الصباح الباكر أو حتى بعد الظهر المتأخر، وذلك لتفادي الحرارة المرتفعة في الصيف، خصوصًا أن الجولة تتضمن التنقل عبر سلالم حجرية قد تكون مرهقة تحت الشمس الحادة. كما وأن هذه الأوقات تمنحك إضاءة طبيعية مناسبة لالتقاط الصور من الأبراج واليخوت والمدينة البيضاء، فتجمع بين متعة التجوال داخل القلعة والمتحف وبين الاستمتاع بالمناظر البانورامية في أجواء أكثر راحة وهدوءًا.
هل تناسب القلعة القيام بالسياحة العائلية؟
نعم، تناسب السياحة للعائلات لأنها تجمع بين عنصرين يحبهما الكبار والصغار معًا ألا وهما التاريخ والبحر؛ فالعائلة يمكنها الاستمتاع بجولة ممتعة داخل القلعة لرؤية الأبراج والأسوار والحدائق الصغيرة، ثم زيارة المتحف الذي يضم سفن قديمة وقطعًا زجاجية ومجوهرات وعملات وتحفًا بحرية تثير فضول الأطفال واليافعين. كما وأن موقع القلعة على الميناء وإمكانية دمجها ضمن جولة بودروم مع المرفأ والمدينة القديمة وبعض الشواطئ يجعل اليوم متنوعًا بين التعلم والاستكشاف من جهة، والراحة والتصوير والاستمتاع بالإطلالات البحرية من جهة أخرى.
الخاتمة لمقالنا حول قلعة بودروم في موغلا
في الختام، إن قلعة بودروم في موغلا ليست مجرد مبنى حجري قديم، بل قصة مكتوبة على جدرانها عن الفرسان وضريح موسولوس والحروب والصراعات ثم التحوّل إلى متحف حديث تحت الماء. وبفضل موقعها المطل على الميناء وتصنيفها ضمن القائمة المؤقتة للتراث العالمي، أصبحت اليوم رمزًا لمدينة بودروم وأحد أهم أسباب زيارتها لمحبي التاريخ والبحر.
إذا كانت موغلا وبودروم ضمن خطتك المقبلة، فضع القلعة في صدارة جدولك، وتواصل معنا لتنظيم زيارة مريحة وغنية بالمعلومات، تكتشف فيها هذا الصرح التاريخي الفريد وتستمتع في الوقت نفسه بإطلالات لا تُنسى على بحر إيجه.
-
حصن صليبي بُني بأحجار مستخرجة من ضريح موسولوس، ونموذجًا محفوظًا جيدًا للعمارة العسكرية في شرق المتوسط.
-
موقع مركزي على الميناء يمكن زيارته بسهولة ضمن جولة منظمة معنا بحيث ندمج زيارة القلعة مع أماكن تاريخية أخرى في بودروم.
-
يحوي المتحف على أكثر من 14 قاعة لعرض آثار تحت الماء.