قلعة انانورى في تبليسي

يحتوي المجمع على قلعتين عريقتين متصلتين بجدار ستارة، والذي كان يُستخدم سابقًا كخط دفاعي متين لحماية المنطقة. يضم المجمع أيضًا ثلاث كنائس تاريخية تضفي عليه طابعًا روحانيًا ومعماريًا مميزًا. القلعة الأكبر تحتوي على كنيسة جورجية أرثوذكسية تقليدية، تتميز بصليب عنب منحوت بدقة على واجهتها، وهي تمثل فنًا متأصلاً يعكس التراث الجورجي. للأسف، فقد تعرضت اللوحات الجصية الأصلية للدمار بشكل كبير نتيجة حريق كبير في الماضي، مما أفقد المجمع جزءًا من جمالياته الفنية.

تجسد هذه القلعة، بما تحتويه من عناصر تصميم متعددة، التنوع الأسلوبي الذي يعبر عن العمارة الجورجية. هذا التنوع يضم تأثيرات واضحة من الإمبراطوريات اليونانية الرومانية، والعصر البيزنطي، وصولاً إلى النمط الفارسي الكلاسيكي، مما يجعلها تجسيدًا لمزيج ثقافي ومعماري يعكس التأثيرات التاريخية المختلفة التي مرت على هذه المنطقة. وقد جاء هذا الخليط نتيجة لعوامل تاريخية متعددة أدت إلى تداخل الثقافات والتأثيرات، مما أضفى على القلعة طابعًا فريدًا يختلف عن أي بناء آخر.

وعند زيارتك لهذا المجمع المثير، من المهم أن تكون على دراية ببعض الحيل التي قد تواجهها هناك. على سبيل المثال، تجد في المكان شخصين يحملان ببغاوات، حيث يحاولون إقناع الزوار بالتقاط صور مع الببغاء عبر وضعه على أكتافهم، وبطريقة تبدو لطيفة ومجانية. إلا أنهم، بعد التقاط الصور، يطالبون بمبلغ مالي قدره 40 لاري (ما يعادل 50 درهم) لكل ببغاء على الصورة. من المهم أن تكون حذرًا في مثل هذه المواقف، وتجنب الموافقة إن لم تكن راغبًا في دفع هذا المبلغ، لتجنب الوقوع في هذا الفخ المكلف.

في النهاية، يظل المجمع بموقعه وتاريخه وعماراته الفريدة مكانًا يستحق الزيارة، حيث يمكن للزوار استكشاف غنى الثقافات المتعددة التي انعكست على أسلوب البناء، والشعور بالانغماس في التاريخ العريق للمنطقة، بشرط أن يكونوا واعين لكل تفاصيل الرحلة، بما في ذلك الحيل السياحية الصغيرة التي قد يواجهونها.